إن واحدة من أشهر المقولات لـ”Jim Rohn” رائد الأعمال الشهير: “إنك تشبه أكثر خمسة أشخاص تقضي معهم معظم وقتك”، و بالطبع فإن هذه المقولة توضح مدى تأثير الأشخاص المحاوطين بنا في حياتنا، لذا اُذكر نفسي بها مراراً و تكراراً، و منذ أن عرفت مدى تأثير المحاوطين بنا في تشكيل شخصياتنا و أنا أعمل على تجنب مخالطة الأشخاص السلبية بشكل مستمر، و أحاول دائماً أن أكون أكثر صلة بالناجحين حتى اُصبح منهم و مثلهم. و الآن دعنا نتحدث عن تأثير المحاوطين بنا في تشكيل حياتنا:
1-التأثر بالمحيطين بك أمر لا شعوري
إن الأنسان يرى نفسه من خلال رؤية الآخرين له، لذا فالأشخاص المحاوطين بنا من الأصدقاء و الأقارب و حتى زملاء العمل لهم تأثير واضح في تشكيل سلوك الإنسان و تكوين شخصيته، فالإنسان دائماً يبحث بشكل غير ملحوظ عن مبررات و أدلة لقيامه بفعل جديد أو غير مألوف عليه و يحاول أن يُقنع نفسه بصحة ما يفعله بناءً على ما شاهده من أفعال الآخرين المحيطين به. فالأصدقاء و الأقارب لديهم القدرة على التأثير ليصبح الشخص أكثر إهمالاً، أو أكثر إفراطاً في شرب السجائر على سبيل المثال؛ مما قد يجعل لذلك نتائج سلبية وخيمة بالتدريج، و على العكس فالأشخاص الإيجابية يمكنها أن تُلهمك لتكون أكثر نجاحاً و تُقلع عن عاداتك الحياتية السلبية.
2-من هُم الأشخاص الذين تقضي وقتك معهم؟
لا يهم مدى ذكائك أو موهبتك، أو المهارات التي لديك، أو مكان ولادتك ، أو الأسرة التي أتيت منها. كل ما يهم إذا كنت تريد أن تكون ناجحًا في الحياة عليك أن تعتني كثيراً بانتقاء الأشخاص الذين تحيط بهم.
إنها فكرة بسيطة للغاية ، ولكن من الصعب البدء بها إلا إذا كنت تنوي حقاً الالتفات لهذا الجانب. إذا كان يومك يحتوى على 24 ساعة فما عدد الساعات التي تتعامل فيها مع أشخاص محيطين بك (سواء الأب و الأم أو الأصدقاء أو الأقارب أو حتى زملاء العمل) بالتأكيد ستقضي وقت طويل من يومك مع الأشخاص المحيطين بك، لذا فعليك أن تختار جيداً من هؤلاء الأشخاص ال5 المقربين لك، هؤلاء الذين ستُميزهم عن الباقي و تخوض معهم في محادثات يومية لوقت طويل، و بينما أنت تختار هؤلاء الأشخاص اسأل نفسك عما يفعلونه في حياتهم؟ و عن مدى طموحهم؟ و مدى رضاهم و تفاؤلهم بما قد حصلوا عليه؟ إذا فعلت ذلك و اخترت 5 أشخاص أو أقل بعناية لتشاركهم الحديث عن أحلامك و اهتماماتك في الحياة، ستكون حينها أكثر تجنباً للكشف عن أحلامك وطموحاتك أمام الفئة السلبية من المحيطين بك، و ستكون هذه نقطة بداية رائعة ستُشكل تغييراً على نفسيتك.
3-الأشخاص المحيطين بك و مفهوم الدعم الاجتماعي
يحتاج الإنسان لوجود دعم و تشجيع له في خطوات حياته بشكل مستمر، فعندما نمر بموقف صعب أو نتعرض لمشكلة جديدة من الجيد أن نجد من يمد لنا يد العون و يُشعرنا بأننا لسنا وحدنا، و هذا هو مفهوم “الدعم الاجتماعي”. فالإنسان يحتاج أن يشعر أنه ليس بمفرده في مواجهة صعاب الحياة، و من ثَم فعليك أن تختار الأشخاص الذين ستشاركهم مواقف حياتك العصيبة و المشاكل التي تمر بها، إذا كان لديك أشخاص مقربين كلما ذهبت إليهم مُحملاً بالهموم و بدأت في الفضفضة عما بداخلك سيتحكم رد فعلهم بنسبة كبيرة في نفسيتك، فإذا قام هؤلاء الأشخاص بتوبيخك و زيادة اللوم عليك ستشعر أنك أصبحت أكثر حزناً و تشتتاً و ربما تشعر بالندم لما أفصحت عنه و هذا بالتأكيد سيزيد الموقف سوءاً، أما على العكس إذا قام هؤلاء الأشخاص بالتفكير معك بشكل إيجابي لإيجاد حلول لمشاكلك ستشعر وقتها أن هناك أمل لمواجهة هذه المشاكل و سيرتاح بالك بمجرد التحدث معهم. و هذا مثال بسيط لمدى تأثير الأشخاص من حولنا في مفهوم الدعم الاجتماعي.
4- تأثير الأشخاص المحيطين بك على صحتك
لقد كشفت دراسات علم النفس عن وجود فوائد و تأثيرات كثيرة على الأوعية الدموية و وظائف القلب و كذلك الجهاز المناعي المرتبط ارتباط وثيق بالحالة النفسية للفرد، كما وجد الباحثون أنه يمكن للمحيطين بنا التأثير على بعض سلوكياتنا المتعلقة بالصحة العامة، فالشخص الذي يختلط بأشخاص مدحنين بشكل متكرر من المحتمل جداً أن يبدأ التدخين بعد مرور فترة من الوقت، و كذلك فالشخص الذي يحاوط نفسه بأشخاص مهتمين بالأكل بشكل غير طبيعي لدرجة السمنة المفرطة سيكون مثلهم مع مرور الوقت، حيث يصعب عليه رفض الانضمام لهم في كل مرة يشاركون أكلة جديدة، و ربما يشعر بتأنيب ضمير و أنه شخص مُخطئ لعدم مشاركته معهم.
و كما تقول المقولة المأثورة “إن الصديق مثل المصعد، إما أن يرفعك للأعلى، أو يسحبك إلى الأسفل” و هذه المقولة لا ترتبط بالأصدقاء فقط، بل بالمحيطين بك أيضاً. فالأشخاص المحيطين بك يُشكلون عامل كبير على تكوين شخصيتك أكثر من ذكائك و قدراتك الفردية التي تتميز بها.
و الآن شاركنا برأيك حول “تأثير الأشخاص المحيطين بك في حياتك و على شخصيتك”