تظهر دائما النباتات على أنها جميلة وذات ألوان زاهية على عكس الحيوانات التي يبدو
أغلبها قاتلا. النباتات لا تتحرك بطريقة سريعة وإنما ببطء شديد وهذا ما يدحض لنا
فرضية أن تكون النباتات هي الأخرى كائنات مفترسة وقاتلة، لكن الأمر غير ذلك إذ
غالبا ما تكشر هي الأخرى عن قوتها ودمويتها انطلاقا من شوكة واحدة. وفيما يلي
سنتحدث عن عجائب وغرائب النباتات مبرزين 10 أسلحة فتاكة تقتل بها النباتات
أعداءها.
1- الفخ الماص:
العناصر الغذائية قليلة جدا إلى شبه منعدمة في المياه الراكدة أو الآسنة. وهذا ما يحاول
نبات حامول الماء تعويضه عن طريق اصطياد الحشرات والبراغيث التي تعيش في
المستنقعات. تقوم هذه النبتة الآكلة للحوم بتعديل أوراقها الصغيرة وجعلها ككرات
مجوفة وفي كل كرة يوجد ثقب مغطى كأنه باب وحوله شعر شديد الحساسية. الآن
تأتي لعبة الإنتظار إلى أن تأتي الفريسة التي تلمس أحد تلك الشعيرات فينفتح الباب في
أقل من ميلي ثانية ويتم امتصاص الضحية ويتم اذابته بواسطة الأنزيمات الهاضمة.
وبعد الإنتهاء تعمل نبتة حامول الماء على إعداة بناء فخها في انتظار ضيف جديد.
2- الخنق:
التين الخانق يوجد في كل مكان سواء في الأدغال والغابات وحتى الفضاء الذي هو أهم
شيء بالنسبة له. فأن يكون وجوده على الأرض فقط ليس راضيا عليه خصوصا وأن
النباتات همها الأول والأخير أن تكون قبالة الشمس لتعيش فترة أطول وهذا ما جعل
التين الخانق يعيش كعائل على الأشجار ورغم ذلك فهو غير مقتنع بهذا.
عندما يتم إيداع بدرة التين الخانق فوق فرع شجرة من طرف الطيور أو الرياح، تقوم
الشتلات أو البراعم التي خرجت من البذرة بإرسال جذورها لتثبيت نفسها في الأرض
على طول جذع الشجرة. وبمجرد أنه يصل إلى التربة يستطيع التين الخانق التكاثر
بسرعة رهيبة جدا ما يجعله يخفي الجزء الخارجي للشجرة بالكامل وعدم قدرتها على
استقبال أشعة الشمس فتموت مخنوقة لكن التين يكتسب موقعا متميزا جدا. وهذا هو
سبب تسميته بهذا الإسم.
3- الغرق:
تستطيع نبتة الجرة في التعامل مع جميع البيئات الفقيرة بطريقة ذكيه جدا وتشكل تهديدا
ليس فقط للحشرات وإنما للحيوانات الصغيرة والزواحف، نبتة الجرة تقوم بإغراق
فرائسها وذلك عن طريق تعديل أوراقها وجعلها كالأباريق لتمتلئ بمياه الأمطار وتقوم
بخلط هذه المياه بواسطة بعض المواد الكيميائية التي تفرزها لإذابة أي شيء يقع فيها.
الجانب الداخلي للأباريق مصمم على أن لا يخرج منه من دخل إليه بحيث ليست هنالك
أية وسيلة للخروج وتكون نهايته الغرق والموت وغذاء للنبتة.
4- الزناد:
خناق الذباب هي الزهرة الأكثر شهرة من بين جميع نباتات الآكلة للحوم فغالباً ما
رأيناها على التلفاز. نبتة فينوس كما يطلق عليها أيضا مهددة بالإنقراض وتنمو فقط في
كارولينا الشمالية والجنوبية بالولايات المتحدة حيث تعيش في المناطق الرطبة وأرض
فقيرة من العناصر الغذائية. وهذا ماجعلها تعمل على إنتاج آلية معقدة للغاية لمحاصرة
العناكب والحشرات عن طريق أوراقها التي هي على شكل فكين مهدبين في نهايتهما
مسامير وفي داخلهما شعر شديد الحساسية. فعندما تزحف أحد الحشرات إلى داخل
الفكين وتلمس شفرة واحدة فهما لا ينغلقان إطلاقا لأنه ربما تكون فقط ذرة غبار أو
ماشابه إلا إذا ما لمس شعرتين في نفس الوقت ولمدة 20 ثانية فحينها سينغلق الفكين
على الفريسة رغم نضالها وكفاحها من أجل الهروب ما يجعلها تثير جميع الشعيرات
5- الصمغ:
النديات واحدة من أكبر النباتات الآكلة للحوم حيث هنالك 194 نوعا لها، هذا النبات
يتخذ طريقة ليس فيها كثير من الجهد للإيقاع بغذائه. فهو يمتلك غدد صمغية على جميع
أوراقه ما يمكنه من إنتاج مخاط لزج محمل بالسكريات لجذب الحشرات إليه. وفي
اللحظة الأولى التي يلمس فيها الضحية النبتة يلتصق فيها ويقاوم للهرب منها وهذا ما
يزيد الطين بلة بالنسبة له إذ يلتصق أكثر وأكثر بعدها تقوم المجسات المتنقلة بالتقدم
نحو الحشرة الضحية وتغطيها بالكامل. وفي بعض الأنواع الأخرى تتجعد ورقة النبتة
بالكامل لكي يتم التأكد من عدم الفريسة المحاصرة. وبعد ذلك يتم هضمها بواسطة
في الأراضي الرطبة بالولايات المتحدة تنمو أحد أكثر النباتات الغازية سمية وهي
"قصب أستراليس". هذا النبات يعيش على آلاف الهكتارات من الأرضي الرطبة. ومن
المعروف أن العديد من النباتات تطلق مواد كيميائية سامة للحد من اقتراب النباتات
المجاورة الأخرى منها وتعرف هذه الحرب الكيميائية فيما بينها بـ "التضاد
البيوكيميائي"، ويعتبر هذا النوع من القصب هو الأكثر عدوانية فجذوره تطلق حمض
قوي بحيث يُذَوِّب جميع جذور النباتات المتواجدة بجانبه وبعد تحللها وتساقطها يقوم
بالتكاثر والبحث عن جيران جدد ليشعل نيران الحرب معهم.
7- صائد الذباب:
صائد الحشرات هي أكثر النباتات اللاحمة كسلا في العالم، فخلافا لنبات ندية الشمس
وغيرها فهي لا تقوم بعمل حركة سريعة لاصطياد الحشرات، وإنما تبقى في مكانها
دون حركة إلى أن تأتي الفريسة إليها لاصطيادها فأوراقها المسطحة تنتج مخاطا لزجا
ما يجعل الحشرات تخطئ عند رؤيتها معتقدة إياه مياها أو رحيقا وبمجرد محاصرة
الفريسة على سطح الورقة تبدأ هذه الأخيرة بالتجعد ببطء نظرا لحركة الحشرة
المستمرة محاولة الهروب فيتم هضمها بواسطة المخاط الموجود في الجهاز الهضمي
عن طريق امتصاص المكونات الغذائية بواسطة الأوراق. ولما تنتهي العملية يتم
استبدال الأوراق القديمة بأوراق جديدة لاصطياد ضحايا جدد؛ وبالتالي فإن النبات قادر
8- أحواض جراد البحر:
"جينيليزيا" هو نبات استوائي ليس لديه جذور وإذا ما كنت تحفر بجانب هذه النباتات
الصغيرة فسترى أشياء طويلة مثل الجذور لكنها ليست كذلك وإنما أفخاخا مصنوعة من
أوراق معدلة. هذا الفخ يعمل مثل أحواض جراد البحر فلما تدخل إليه الفريسة فهي
غير قادرة على الخروج. كما أنه يحتوي على فتحة مساحتها 400 ميكرومتر محاطة
بشعيرات شديدة الحساسية فأي حركة من الفريسة سيتم نقلها إلى داخل الفخ وستكون
نهايتها الهضم. فرائس هذا النوع من النبات هي الكائنات ذات الخلية الواحدة التي
9- المخارج الكاذبة:
نبات جرة كاليفورنيا ليست راضية تماما عن الأساليب المستخدمة من طرف نظيراتها
في نفس الفصيلة لتضمن عدم هروب الفريسة من سائلها الهضمي. فهذا النبات يستخدم
حيلا ذكية للحفاظ على الضحية بالداخل. فبدلا من انتظار مياه الأمطار لملء جرتها
فهو من يقوم بملء جرته بنفسه دون انتظار أي شيء عن طريق ضخ المياه من
الجدور إلى الإبريق أو الجرة. وبما أن هذا النبات له مدخل مقوس فكلما كانت حشرة
تسير عليه فهي تنزلق إلى الداخل فلا تتمكن من إيجاد المخرج إطلاقا فهي تراه لكنها لا
تستطيع أن تنجو بحياتها لأنه مغلق بطبقة شفافة ولهذا سمِّي سلاحها بهذا الإسم. ولما
تتعب الفريسة من البحث والبحث تنزل في الاخير إلى عمق الجرة وتكون نهايتها غذاء
للنبتة.
10- الألم:
ليست كل النباتات تسعى للقتل، لكن بعضها يستخدم حيلا وطرقا لاذعة لإبعاد
الحيوانات العاشبة التي تريد أكلها فعادة هي تسبب ألما معتدلا لكن أغلب الكائنات
تعلمت الدرس من ذلك، لكن هنالك نباتات أخرى تدافع عن نفسها مسببة ألما يؤدي
بالبشر أحيانا إلى الإنتحار، فمثلا نبات "غيمبي غيمبي" وأصله من أستراليا وإندونيسيا
له أوراق على شكل قلب مليئة بالإبر السامة. فببساطة من لا يعرف هذا النبات وقام
باستخدام أشواكه لتنظيف أسنانه فسيتم اطلاق سم عصبي داخل جسمه وستكون تلك
هي نهايته. هذا الألم بإمكانه قتل الخيول والكلاب ودفع الرجال للجنون. ويقال أن أحد
حراس الغابة استخدم ورقة نبات "غيمبي غيمبي" للحمام قد أطلق على نفسه النار من